الخميس، 13 يناير 2011

مقاعد الدراسة...(الجزء الأول)




وها قد اتى اليوم المنتظر أخيرا ...تستيقظ أينور هذا الصباح بنشاط عارم على غير العادة لتستقبل آخر يوم في عامها الدراسي الحادي عشر..
تسرع في تحضير نفسها لهذا اليوم المبهج الملئ بالحيوية
وما إن تدخل بوابة مدرستها حتى تشعر وكأن ساعة الزمن تعود بها لذلك اليوم الذي دخلت فيه المدرسة بكل شوق لتقابل صديقاتها في بداية هذا العام فتحس لوهلة أن هذا العام مر وكأنه يوم أو ساعات معدودة
دخلت ساحة مدرستها لترى الفرحة والحيوية تعم المدرسة

وبالرغم من الضجيج العارم إلا أن الجو كانت مفرح بشكل لا يقاس
دخلت أينور فصلها وكالعادة جلست في مقعدها بجوار النافذة تراقب في هدوء الفتيات وأصواتهن تعلو فرحا وصخبا
قابلت صديقاتها المقربات ودامت الأحاديث بينهن ما يقارب الخمس ساعات التي عدت وكأنها ثواني في اشتياق كبير للعطلة الصيفية والكل يرمي وراءه أعباء هذه السنة ومشاقها استقبالا لشهور من الر احه والتنزه والهدوء النفسي
وماهي إلا دقائق حتى دق جرس (التسريح)أي نهاية الدوام
هرعت كل الفتيات على الدرج وكأنه يوم الإفراج لمساجين حكم عليهم بالسجن مدى الحياة
فتسمع تلك الأصوات الصاخبة والصراخ في أرجاء المدرسة والزغاريت المتتالية وكأنه عرس
ولا احد من أعضاء التدريس يمتلك القدرة على منعهن من هذه البهجة المبالغ فيها
فلك أن تسمي هذا اليوم بيوم (التمرد العالمي)
وكعادتها أينور تراقب في بهدوء كل صديقاتها وتستشعر تلك الفرحة دون أن تشترك فيها
ولكن ما إن تعمقت في التأمل والترقب حتى امتلأت عيناها بالدموع حسرة على مفارقة صديقاتها المقربات
واغلب الفتيات مروا بهذه اللحظة المحزنة التي عقبت هذا الفرح
(طبعا معروف عن الفتيات أنهن يمتلكن مشاعر جياشة لأبسط الأحداث ...يعني رد فعل طبيعي)
وتوالت أحضان الوداع في كل المدرسة
حتى سمعت أينور صوت مركبة أبيها المميز فأسرعت له وتعمها الفرحة وما إن جلست بجواره في مقعد السيارة حتى اختلطت عليها المشاعر فشعرت بالحزن برهه وبالفرحة برهة أخرى مع قلق وخوف من نتيجة الامتحانات المنتظرة
وصلت أينور لبيتها وأمها تنتظرها بشوق(طبعا لا يغركم !!!....عادة الأمهات ينتظرن آخر يوم في المدرسة لتوظيف بناتهن في المنزل ولأشغال البيت هههههههه لا أكثر ولا اقل)
لم تكترث أينور لذلك فهي تعذر أمها لأنها ابنتها الوحيدة وسندها الموعود في أعمال المنزل فلا مفر من ذلك
ومرت الأيام في العطلة الصيفية حتى وفي يوم من الأيام اهتز هاتف أينور المحمول لينبئها عن وصول رسالة جديدة
فتحتها أينور متوقعه محتواها الاعتيادي من رسائل المجاملات
ولكنها تفاجأت بخبر صدور النتائج يوم الغد
فانتاب أينور فترات من القلق طوال ذلك اليوم حتى النوم
ولكن للأسف ظل القلق ينتابها حتى في نومها فقد حلمت بأنها تطير مرتفعه في السماء ثم وفجأة وقعت واستمرت في الصراخ حتى استيقظت من النوم في فزع شديد
قلقت أينور من هذا الكابوس ولم تجد له تفسيرا غير أنها سترسب في النتيجة
ظلت قلقه حتى حان وقت استلام النتائج فهرعت لإيقاظ أخيها (هيثم)بنبرات الإزعاج ولكنها كالعادة يئست من أن يستيقظ فاضطرت لاستعمال وسائل غير مشروعه لإيقاظه
 استيقظ هيثم أخيرا في كسل وتكاسل ومرت نصف ساعة وكأنها خمسون سنه على أينور وهي تنتظر والقلق يستغرقها
حتى وصل هيثم أخيرا دخل وفي يده ورقة النتيجة و كالعادة ونظرة البؤس على وجهه تدبيرا لمقلب على أينور وكعادة أينور تهضم المقالب بسهوله بدون أن تتعلم من تجاربها السابقة
وأخيرا علمت أينور بخبر نجاحها وبتفوق كبير أصابتها الدهشة ومن فرحتها لم تشعر بما تفعله فاستمرت في الصراخ وانهمرت دموعها من فرحتها وسرعان ما جال في خاطرها ذلك الحلم فتعجبت من انه لم يتفسر
مثلما توقعت
وبعد عشر دقائق سمعت صوت تلك المركبة الآلية تقترب من البيت فاستعدت لاستقبال أباها لتبشره بخبر نجاحها
وأسرعت للباب ولكنه سبقها وفتحه وعلى وجهه علامات السعادة وقفت أينور لبرهة استغرابا لسعادته الغير متوقعه
فهو غالبا يعود من عمله في بؤس وإنهاك
فانشغلت أينور عن إخباره بالنتيجة وسارعت في سؤاله عن سبب هذه السعادة فاجتمعت العائلة لتسمع ذلك الخبر المدهش
عن ترقية أب الأسرة في عمله بعد سنوات من العمل المتواصل دون محفزات أخيرا تمت ترقيته
وبناءا على هذه الترقية فسيتم نقل مكان عمله لمدينه أخرى
وبعد أسابيع استعدت العائلة تجهيزا لحقائب السفر للانتقال لتلك المدينة
وما إن ركبوا سيارتهم و أينور وجهها ملتصقا بالنافذة كالعادة فمروا بجوار مدرستها فصاحت أينور بحماس (انهااا مدرستي)
ولكن سرعان ما التفت لها ابوها ليخبرها ببرود بخبر نقلها من المدرسة
وبعد لحظة صمت تمنت أثناءها أينور أنها لم تسمع هذا الخبر
ففكرت أن تحتج ولكنها أدركت حينها أن لا وسيلة للهروب فما فعله الأب كان فعلا منطقيا ولا يلام عليه وعليها أن تتقبل حياتها الجديدة
ثم استولت على أينور حالة من البؤس والكآبة استمرت لفترة مديدة بعد انتقالهم لسكنهم الجديد
شعرت الأم بحالة أينور البائسة فحاولت تلطيف الجو بالعبارات المتفائلة
وبالفعل تأقلمت أينور مع الفكرة....ولكنها تمنت ولأول مره أن تطول العطلة الصيفية
فما الذي ينتظر أينور في مدرستها الجديدة
؟؟؟؟
للموضوع
بقية...فانتظرونا في الجزء الثاني من سلسلة أحداث قصة(مقاعد الدراسة)

هناك تعليق واحد:

  1. بجد بهنيكى على طريقة كتابتك لانى بجد حسيت انى ف المدرسه و ف العربيه بجد بهنيكى وربنا يحفظلك خيالك ف الكتابه ويحفظك

    ردحذف